سر الهرم الملعون

 سر الهرم الملعون



في ليلة مظلمة غاب عنها القمر، اجتمع أصدقاء الطفولة، عماد وسيف، حول نار المخيم في قلب صحراء مصر الواسعة. كانا قد سمعا مرارًا عن الهرم الملعون الذي قيل إنه دفن في الرمال العميقة ولم يُكتشف بعد. لكن الأساطير كانت تقول إن هذا الهرم ليس كأي هرم آخر؛ هو ملاذ لملك فرعوني مجهول لا يعرف عنه التاريخ سوى اسمه: "آخن رع"، الملك الذي اختفى مع جيشه وحاشيته في ظروف غامضة، تاركًا خلفه هرمًا تحرسه لعنة لا يعرفها إلا من يقترب.


عماد كان دائمًا مغرمًا بالغموض والمغامرات، ولم يكن يصدق في اللعنات. أما سيف، فكان أكثر حذرًا، لكن شغفه بالتاريخ الفرعوني جعله ينضم إلى صديقه في هذه الرحلة الخطرة. قرر الاثنان البحث عن الهرم المخفي، واستعانا بخريطة قديمة حصل عليها عماد من تاجر آثار مشبوه. كانت تلك الخريطة تشير إلى موقع في عمق الصحراء، حيث لا أحد يجرؤ على الذهاب.


في اليوم التالي، انطلقا على ظهر جملين، يتقدمان وسط الرمال الساخنة ورياح الصحراء العاتية. وبعد ساعات من السير، بدأت الرمال تتغير. ظهرت أمامهما صخور قديمة تحمل نقوشًا هيروغليفية غريبة. شعر سيف بقشعريرة غريبة تسري في جسده، بينما كان عماد متحمسًا أكثر من أي وقت مضى. بعد قليل، بدأت الرمال تتباعد شيئًا فشيئًا، كاشفة عن قمة هرم مدفون بالكامل تحت الأرض، وكأن الزمن أخفاه بمهارة.


عندما اقتربا من الهرم، وجدا مدخلًا صغيرًا محفورًا في الصخر، مظلمًا وباردًا بشكل غير طبيعي. دخلا بحذر، مستخدمين مصابيحهما الكاشفة. كان داخل الهرم ممرًا طويلًا مغطى بالنقوش، لكنها كانت مختلفة عن أي شيء رآه سيف من قبل؛ كانت تتحدث عن موت حي، وعن أرواح محبوسة بين الزمن.


فجأة، انغلق المدخل خلفهما بصوت مرعب. تجمد الاثنان في مكانهما، وفجأة بدأ الممر يهتز ويغلق ببطء من الجانبين. كان عليهما التحرك بسرعة. هرعا عبر الممر الضيق حتى وصلا إلى غرفة كبيرة في وسط الهرم. كانت الغرفة مضاءة بضوء غامض ينبعث من كريستالات ضخمة معلقة في السقف. في وسط الغرفة، وقف تمثال ضخم لآخن رع، وكانت عينيه تلمعان وكأنهما تراقبان كل حركة يقومان بها.


بينما يحاولان استيعاب ما يحدث، انفتحت الأرضية تحت قدميهما، وسقطا في حفرة عميقة. في الأسفل، كان هناك متاهة من الممرات مليئة بالفخاخ القاتلة، كأن الهرم كان مصممًا ليحمي شيئًا أكبر من مجرد كنز. أدركا بسرعة أن الهرم لم يكن مجرد مكان لدفن ملك، بل كان سجنًا لمخلوقات قديمة وشريرة.


أثناء تنقلهما في المتاهة، هاجمتهما حشرات ضخمة لم يريا مثلها من قبل، وتحيط بهما تماثيل حجرية تتحرك وتهاجم بلا توقف. كان على عماد وسيف استخدام كل ما لديهما من ذكاء وقوة للبقاء على قيد الحياة. لكن الأصعب كان في النهاية، عندما وصلا إلى غرفة الدفن الحقيقية. هناك، وجدوا تابوت آخن رع، لكنه لم يكن ميتًا. ببطء، بدأ التابوت يفتح من تلقاء نفسه، وظهرت يد متحركة من الظلام.


العبرة من القصة: الطموح والمغامرة قد يدفعان الإنسان إلى المجهول، لكن ليس كل ما يُكتشف يجب أن يُفتح، وبعض الأبواب من الأفضل أن تظل مغلقة.

تعليقات