لغز الجزيرة الملعونة
في أحد الأيام، قررت مجموعة من الأصدقاء خوض مغامرة غير عادية. كان أبطال القصة أربعة: علي، فاطمة، يوسف، ونورا. كانوا جميعًا مغرمين بالسفر والمغامرات، وقد سمعوا عن جزيرة مجهولة تقع في المحيط، لا توجد على أي خريطة، وتحيط بها أساطير غامضة. يُقال إن من يذهب إليها لا يعود أبدًا.
برغم التحذيرات، أثارت الجزيرة فضولهم، وقرروا الذهاب في رحلة استكشاف. استأجروا قاربًا قديمًا من بلدة ساحلية، وانطلقوا في رحلتهم نحو المجهول.
بعد يومين من الإبحار وسط أمواج هادئة، بدأت الأمور تأخذ منعطفًا آخر. ظهرت في الأفق سحابة سوداء كثيفة، وبدأ البحر يهيج بشكل غير طبيعي. ولكن بدلًا من العودة، قرروا المضي قدمًا. فجأة، وجدوا أنفسهم وسط عاصفة هوجاء، لكنهم نجحوا بصعوبة في الوصول إلى شاطئ الجزيرة.
ما إن وصلوا إلى الجزيرة حتى لاحظوا أن كل شيء يبدو غريبًا وغير طبيعي. الأشجار ضخمة بشكل غير مألوف، وأوراقها تبدو وكأنها تتنفس، والسماء كانت تتلون بألوان غريبة. بدأت فاطمة تشعر بأن الجزيرة تخفي شيئًا كبيرًا. قالت: "هذا المكان ليس طبيعيًا، أشعر وكأننا مراقبون."
بينما كانوا يستكشفون الجزيرة، اكتشفوا كهفًا ضخمًا محفورًا في قلب جبل شاهق. دخلوا الكهف، وهناك وجدوا نقوشًا قديمة على الجدران. كانت النقوش تتحدث عن حضارة قديمة اختفت بسبب لعنة أُلقيت على الجزيرة. وفجأة، سمعوا صوت خطوات قادمة نحوهم. تسمروا في مكانهم، متسائلين ما إذا كانوا وحدهم على الجزيرة.
خرج أمامهم كائن غريب، نصفه إنسان ونصفه مخلوق بحري، وتحدث إليهم بلغة لم يفهموها في البداية. لكن مع الوقت، بدأت كلماته تصبح أكثر وضوحًا. قال: "لم يكن من المفترض أن تأتوا إلى هنا، الجزيرة ملعونة. كل من يطأ أرضها يصبح جزءًا من لعنتها. ولكن لديكم فرصة للهرب."
سأله علي: "كيف يمكننا الهرب؟"
رد المخلوق: "عليكم حل اللغز الذي تركته الحضارة القديمة. اللغز محفور في الجدران، وإذا فشلتم، ستصبحون جزءًا من هذه الجزيرة إلى الأبد."
نظروا إلى النقوش مجددًا، وبدأوا يحاولون فهم اللغز. كانت الرسومات تشير إلى أربع عناصر: الماء، النار، الأرض، والهواء. كان عليهم ترتيب الرموز بطريقة صحيحة. بدأ يوسف يفكر بصوت عالٍ: "هذه العناصر تمثل الحياة، ولكن ماذا إن كانت تمثل تدمير الحياة أيضًا؟"
استمروا في العمل على اللغز لعدة ساعات، وكلما أخطأوا في الحل، كانت الجزيرة تتغير بشكل مرعب. الأشجار تتحرك، والسماء تزداد ظلمة، حتى شعروا بأنهم يفقدون الوقت.
وأخيرًا، بعد لحظات من التوتر والخوف، حلوا اللغز. وفجأة، عادت الجزيرة إلى حالتها الطبيعية. ظهر أمامهم المخلوق مرة أخرى، وقال: "لقد نجحتم. يمكنكم المغادرة الآن. ولكن تذكروا، هذه الجزيرة ستبقى مكانًا خطيرًا لمن لا يعرف كيفية التعامل معها."
عاد الأصدقاء إلى قاربهم، وغادروا الجزيرة الملعونة. وبينما كانوا يبحرون بعيدًا، شعروا بالارتياح لكنهم أدركوا درسًا مهمًا: ليس كل مغامرة تستحق المخاطرة.