مغامرة حميد الغبي في جزيرة الأوهام

مغامرة حميد الغبي في جزيرة الأوهام


     

 كان حميد شابًا معروفًا بغبائه الشديد بين أهل قريته. ورغم ذلك، كان دائمًا يتباهى بأنه "مغامر كبير" وأن لديه قدرة على حل كل مشكلة بسهولة. في يوم من الأيام، قرر حميد أن يخرج في مغامرة نحو جزيرة غامضة في المحيط، يسمع عنها دائمًا في الأساطير. قال للجميع في القرية: "سأكتشف سر هذه الجزيرة وأعود بأكبر كنز في التاريخ!"، فكان الجميع يضحك بصوت عالٍ ويتمنون له "حظًا سعيدًا".


ركب حميد قاربه الصغير وانطلق في البحر دون بوصلة أو خرائط، مكتفيًا بالاعتماد على "حسه الداخلي". بعد ساعات طويلة من التيه في البحر، وجد نفسه أمام جزيرة مغطاة بالغابات الكثيفة. هبط على الشاطئ، معتقدًا أنه وصل إلى جزيرة الكنوز.


في البداية، كانت مغامرته مثيرة ومشوقة. رأى تماثيل ضخمة وأشجارًا غريبة، وسمع أصواتًا غامضة تأتي من داخل الغابة. ومع ذلك، كلما تعمق في الجزيرة، كلما أصبح الوضع أكثر غرابة. فجأة، وجد نفسه أمام لافتة تقول: "ممنوع الغباء هنا! الدخول على مسؤوليتك".


لم يأبه حميد للتحذير، ودخل الغابة. كان يتجول بلا هدف، ويفكر بصوت عالٍ: "أين الكنز؟ لابد أني قريب منه!" لكنه لم يدرك أن كل ما رآه كان أوهامًا. قطع طريقه بين الأشجار حتى سقط في حفرة عميقة. وبينما كان يحاول الخروج، قابل مجموعة من القرود. بدلاً من أن تخاف منه، بدأت القرود في السخرية منه ورميه بالموز. كان حميد يصرخ: "هذا ليس عدلاً! أنا مغامر، لست هدفًا للقرود!" لكن القرود لم تتوقف.


بعد ساعات طويلة من المعاناة في الحفرة، تمكن حميد أخيرًا من الخروج، ولكن عندما خرج، وجد نفسه محاطًا بمجموعة من القبائل المحلية التي كانت ترتدي أقنعة مخيفة. ظن أنهم يريدون أن يأخذوه كقائد لهم بسبب شجاعته، ولكنه اكتشف أنهم يريدون تقديمه قربانًا لإله الجزيرة.


في اللحظة الأخيرة، قبل أن يُلقى به في النار، تدخل زعيم القبيلة وقال: "انتظروا! هذا الرجل ليس مناسبًا ليكون قربانًا، إنه غبي جدًا حتى بالنسبة لإلهنا!" وأمر بإطلاق سراحه.


هرب حميد مسرعًا إلى قاربه، وعاد إلى قريته. وعندما وصل، حاول أن يحكي عن مغامرته، لكن لم يصدقه أحد. بدلاً من ذلك، أصبح حديث القرية وسخرية الجميع.


العبرة من القصة: ليس كل من يدّعي الشجاعة والمغامرة يكون مؤهلاً لها. العقل والحكمة أهم بكثير من مجرد الشجاعة الفارغة. قد يكون الطموح شيء جميل، ولكن إذا لم يكن مصحوبًا بالعقل والتفكير السليم، فقد تجد نفسك في مواقف مضحكة وخطرة في آن واحد!


تعليقات