ظل الأكوان

ظل الأكوان



 في ليلة مظلمة وهادئة، كان "سليم" شابًا مولعًا بالعلوم والمغامرات، يجلس في غرفته بين الأكوام من الكتب والأوراق المليئة بالمعادلات الغامضة. في أحد تلك الليالي، بينما كان سليم منهمكًا في قراءة كتاب عن الأكوان الموازية، لاحظ صفحة غريبة، لم يرها من قبل، تحمل نقشاً قديماً غير مفهوم. فجأة، بدأت الصفحة تشع ضوءًا باهتًا، وسرعان ما شعر سليم بجاذبية غريبة تشده نحوها. لم يستطع مقاومة، ووجد نفسه يسقط في دوامة من الألوان والأصوات.


عندما استعاد وعيه، وجد نفسه في مكان غريب تمامًا. كانت الأرض تحته لامعة كالكريستال، والسماء بلون أرجواني غريب. وقف سليم مذهولاً وهو يتفحص ما حوله. لم يكن هذا عالمه. لقد انتقل إلى عالم موازي.


في هذا العالم، بدت التكنولوجيا متقدمة بشكل لا يمكن تخيله. كانت الأبنية تطفو في الهواء، والكائنات التي رآها حوله كانت تبدو بشرية، لكنها كانت تحمل ملامح غريبة مثل العيون اللامعة والجلود الشفافة التي تظهر حركة الدم في عروقها. حاول سليم التحدث إلى أحدهم، لكنه لم يفهم اللغة التي يتحدثون بها.


بينما كان يتجول في المدينة الطافية، التقى بفتاة تدعى "ليانا"، كانت تشبه البشر ولكنها تملك قوى غريبة. أخبرته بأنها كانت تنتظره منذ زمن طويل، وأن هناك نبوءة قديمة تقول إن شخصًا من عالم آخر سيأتي لإنقاذ عالمهم من كارثة وشيكة.


شرحت ليانا لسليم أن هذا العالم الموازي على وشك الانهيار بسبب التلاعب في الطاقة التي تحفظ توازن الأكوان. قوى خفية من هذا العالم كانت تسعى لتدمير الحواجز بين الأكوان المختلفة، مما سيؤدي إلى دمجها معًا في فوضى لا يمكن السيطرة عليها. وأن سليم، بما أنه جاء من عالم آخر، كان الوحيد القادر على إصلاح هذا التوازن.


أخذته ليانا إلى معبد قديم يقع على قمة جبل يطفو في السماء، حيث كان عليه أن يحل لغزاً معقداً لوقف الانهيار. أمامه كانت هناك مجموعة من الأحجار التي تحتوي على رموز غير مفهومة. شعر سليم بضغط كبير، لكن مع مرور الوقت، تذكر نقوش الكتاب الغريب الذي كان يقرأه. كانت الرموز مشابهة، وبدأ يربط بين الحلول.


ببطء وبتركيز، نجح سليم في وضع الأحجار في مواقعها الصحيحة، وفجأة اندفع شعاع من الضوء نحو السماء. بدأ العالم يعود إلى استقراره، والألوان الغريبة اختفت لتحل محلها السماء الزرقاء المألوفة.


قبل أن يغادر هذا العالم، وقفت ليانا أمامه وقالت: "لقد أنقذت عالمنا، لكن تذكر أن العوالم جميعها مترابطة، وما يحدث في أحدها يؤثر على الآخرين. احذر من أي تلاعب آخر بالطبيعة."


عاد سليم إلى غرفته، لكنه لم يكن كما كان من قبل. تعلم درسًا عظيمًا: أن كل عمل يقوم به الإنسان يمكن أن يكون له تأثير على ما هو أكبر مما يتصوره، وأن المعرفة قد تكون سلاحًا خطيرًا إذا لم تستخدم بحذر.


كانت تلك مغامرته الأولى في العالم الموازي، لكنه أدرك أن رحلته لم تنتهِ بعد، وأن هناك المزيد من الأسرار والعوالم التي تنتظره ليكتشفها.

تعليقات