الهدية السماوية

الهدية السماوية 


في قرية صغيرة على سفح الجبل، عاش رجل طيب يدعى يوسف. كان يوسف معروفًا بصدقه وتفانيه في العمل، وكان يقضي معظم وقته في زراعة الأرض والعناية بالناس من حوله. كان يوسف يملك مزرعة صغيرة تدرّ عليه بالكفاف، ورغم ذلك كان يعيش حياة بسيطة وسعيدة.


ذات يوم، بينما كان يوسف يعمل في حقله، جاءه رجل غريب يرتدي ملابس قديمة ويبدو على وجهه الإرهاق. طلب منه الغريب بعض الطعام والماء. لم يتردد يوسف في دعوته إلى منزله، وأعد له وجبة طعام سخية. بينما كانا يتناولان الطعام، تحدث يوسف مع الضيف عن حياته وعمله، وأوضح له كيف أن كل ما لديه هو هبة من الله.


بعد أن انتهى الضيف من تناول طعامه، شكره يوسف على زيارته وأعطاه بعض المال لمساعدته في رحلته. قبل الرجل المال وشكر يوسف بعمق، ثم خرج من المنزل واختفى في الأفق.


مرّت أيام قليلة، وفجأة، لاحظ يوسف أن مزرعته بدأت تنتج خيرات غير متوقعة. المحاصيل نمت بسرعة، وأصبح محصوله وفيرًا بشكل غير عادي. في الوقت نفسه، بدأ يوسف يستقبل زوارًا من القرى المجاورة، مما جلب له مزيدًا من الرزق.


في إحدى الليالي، أثناء نومه، حلم يوسف برجل الغريب وهو يقول له: "إن ما أعطيتني لم يكن مجرد مال، بل كان امتحانًا لصدقك وكرمك. لقد رأى الله قلبك الطيب ومنحك بركة الأرض التي تعمل عليها."


استفاق يوسف من حلمه وهو يشعر بالدهشة والامتنان. أدرك أن البركة التي حصل عليها لم تكن مجرد صدفة، بل كانت هدية من الله، بسبب أفعاله الطيبة وكرمه.


استمر يوسف في عمله بجد، لكنه لم ينسَ درسه. كلما زادت بركة الأرض، زاد عطاء يوسف للآخرين. كانت حياته تجسيدًا حقيقيًا للصدق والكرم، وأصبح مثالًا للرحمة والمحبة في قريته. وعلم الجميع أن الخير الذي يُقدّم للآخرين يُردّ إليك بأضعافه، وأن النية الطيبة تجلب بركة من حيث لا يدري الإنسان.

تعليقات