الببغاء الغريب

 الببغاء الغريب


كان هناك رجل يدعى سعيد، وكان سعيد يعيش في المدينة ويعمل في وظيفة مملة بمكتب صغير. في أحد الأيام، قرر سعيد أن يكسر روتينه الممل ويقوم بتغيير بسيط في حياته. فكر في الأمر طويلاً، ووجد أن أفضل طريقة للتغيير هي شراء حيوان أليف. لكن سعيد لم يرغب في قطة أو كلب مثل الجميع، بل أراد شيئًا غير عادي.


بعد البحث والتفكير، قرر شراء ببغاء. دخل إلى متجر الحيوانات الأليفة، ورأى ببغاء صغيرًا بدا ذكياً ونشيطاً. صاحبه صاحب المتجر وقال له: "هذا الببغاء ذكي جداً، ويتعلم بسرعة". شعر سعيد بحماس شديد واشتراه فورًا.


عاد سعيد إلى منزله مع الببغاء وأطلق عليه اسم "كركر". في البداية، كان الببغاء هادئًا ولا يتحدث كثيرًا، ولكن بعد أيام قليلة، بدأ يلتقط بعض الكلمات والعبارات التي يسمعها من سعيد. هنا بدأت المشكلة! كان سعيد في المنزل يتحدث كثيرًا عن مشاكله في العمل ويشكو من مديره بصوت عالٍ.


في يوم من الأيام، قرر سعيد أن يدعو بعض أصدقائه لزيارته والاحتفال بشراء الببغاء. الجميع كان متحمسًا لرؤية "كركر" وسماع ما تعلّمه من كلمات. بينما كانوا يجلسون حول الطاولة، بدأ كركر فجأة يتحدث بصوت سعيد قائلاً: "مديري غبي! مديري غبي!".


ضحك الجميع بشدة، لكن سعيد احمرّ وجهه من الإحراج. حاول إسكاته لكن الببغاء لم يتوقف. وكأن الأمر أصبح لعبة بالنسبة له. كلما حاول سعيد التغطية على الموضوع، صرخ كركر بصوت أعلى: "أكره عملي! أكره عملي!". أصبح الجميع يضحكون حتى سقطوا على الأرض، بينما كان سعيد يود أن يختفي من شدة الإحراج.


في اليوم التالي، ذهب سعيد إلى العمل وهو يشعر بالخجل من أن أحد أصدقائه قد يتحدث عن ما حدث أمام المدير. لكنه فجأة أدرك شيئًا، لقد كان يبالغ في شكواه من عمله طوال الوقت، وكان الببغاء فقط يعكس ما سمعه. أدرك أن المشكلة ليست في الببغاء، بل في نفسه.


عاد إلى منزله، جلس مع "كركر" وقال له: "من الآن فصاعدًا، سأحرص على أن أكون أكثر إيجابية، ولن أسمح لك بتكرار أي شيء سلبي بعد اليوم!"، وكأن الببغاء فهم، ظل هادئًا لبقية اليوم.


ومنذ ذلك الحين، أصبح سعيد أكثر هدوءًا وتفاؤلاً، وتعلم درسًا بسيطًا: ما نقوله يمكن أن يعود إلينا بأغرب الطرق.

تعليقات