الظل المجهول

الظل المجهول

تنبيه هذه قصة حقيقية

 في إحدى قرى الأطلس الهادئة، كان يعيش رجل يُدعى سعيد. كان سعيد معروفاً بابتسامته الهادئة وحسن تعامله مع الجميع، لكن ما لم يعرفه أحد هو أن سعيد يحمل سرًا غامضًا في قلبه.


ذات يوم، وهو عائد من السوق في غروب الشمس، سمع صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا. بدأ قلبه ينبض بسرعة. عاد إلى منزله مسرعًا، وأغلق الباب بإحكام. منذ ذلك اليوم، بدأت أمور غريبة تحدث في حياته. كان يسمع أصواتاً ليلاً، وكأن أحدًا يسير داخل بيته. رغم بحثه الدقيق، لم يجد أحداً.


سعيد، في حيرته، قرر زيارة عجوز في القرية تُعرف بحكمتها. حكى لها كل ما يحدث. جلست العجوز تفكر ثم قالت: "راه حكاية بحال هادي سمعناها من زمان... واحد لملعون مسكون فالبلاد ديالنا وكايتبع الناس لي عندهم شي حاجة خاصة". سألها سعيد بقلق: "آشنو خاصني ندير دابا؟". أجابته: "خصك تواجه خوك ونتَ اللي عارف هاد السر لي مكتحملوش."


كان سعيد يعلم ما تقصده. قبل سنوات، كانت له علاقة بسرقة أثرية قديمة من قصر مهجور في الجبل. كان جزءًا من جماعة من الشباب الطائشين، واستطاعوا سرقة قطعة قديمة ثمينة.


وفي تلك الليلة، بعد تفكير عميق، قرر سعيد أن يعود إلى الجبل حيث دفن القطعة المسروقة. تسلّق الجبل في ظلمة الليل، وفي يده المصباح، يتقدم بحذر. عندما وصل إلى المكان المحدد، حفر الأرض ووجد القطعة. فجأة، شعر بوجود شخص خلفه. التفت ببطء، ليجد ظلًا ضخمًا يتقدّم نحوه. كانت عيناه تتوهجان في الظلام.


تجمد سعيد في مكانه، ثم سمع صوتاً عميقاً يقول: "رجّع اللي ماشي ديالك وتهنا". بفزع، ألقى سعيد القطعة وعاد يركض دون توقف حتى وصل إلى منزله. ومنذ تلك الليلة، اختفت الأصوات الغريبة وعادت حياته إلى طبيعتها.


تعلم سعيد درسًا مهمًا: السرقة ديال الآخرين كتجي مع عواقبها، وخاص كل واحد يصلح الأخطاء ديالو قبل ما يجي الوقت اللي ما كاينش رجوع فيه.

تعليقات